دلـف الدكتور نديم وصديـقه المهندس نوري إلى
الداخل بينما كان نوري يـنفض الثـلج عن كـتـفيه
وعن معـطف صديـقه وهو يقول بصوت ِ خافت :
- يبدو أنه سيكون شتاءا ً قاسيا ً !
ألم تـفكر بالإنـتـقال للعيش فوق التـل ؟
لا أعتـقد أنه يـنـقصك المال ؟
- لقد أفرغت تـلك الممرضة الغانية
جـيـوبي عن آخرها ..
ورصيدي في البـنـك لا يـكفي لشراء حتى فيلا صغيرة ..
أنا مقدم على صفـقة رابحة من ترتـيـب صديـقنا سيف
وأفكر بالزواج فعليا ً من " لين "
والإقامة معها بشكل دائم ..
لقد مـلـلت ُ العودة كاللصوص كل يوم ٍ آخر اللـيـل .
- ولكن سالي لو عرفت ...
- غــّــير الموضوع ..اسمع صوت خـطواتـها
قادمة ً من المطبخ
دخلت سالي وهي تتراقص وتــُأرجح الأطباق
بـيـن يـديـها .. ثم قالت بصوت ٍ غـنائـي :
- ماذا أرى !
زوجي العزيـز وصديـقه الحمـيم معا ً ..
لم تقولا لي بأنكما ستـأتـيان سويا ً ؟
لم تـنـتـظر سالي الإجابة بل وضعت الأطباق على الطاولة
وقـبل أن تعود أدراجـها إلى المـطبخ تسللت منها
غمزة ٌ سريـعة الـتـقـطـها نوري على الفور وفهم منـها
بأن الخـطة تـجري حسب ما اتـفـقا .
أشعل الطبيب سيجاره الفاخر وبينما كان الصديقان
يـتـجاذبان أطـراف الحـديـث كان صوت سالي
يصل إلى مسامع نوري وهي تغـني في المطبخ
اغنيتها المفضلة memories للمطربة
القديمة بربارة سترايسند ..
انفرجت أساريره عن إبتسامة ِ رضى لا تخلو
من الخبـث مترقبا ً الفصل الأخير من هذه المسرحية
التراجيدية الغـريـبة :
{بعد قليل ستصب هذا الحسناء اللعوب جام غـضبها
على زوجـها وهو يـلـفظ ما تبقى له من أنفاس ٍ
في هذه الدنـيا ؛ لن يروقـني هذا المنــظـر ..
سأتــذرع بأي سبـب لأنسحب ..
لإحضار الطبـيـب مثلا ً .. ولكن أي طبـيـب ٍ
سيعــيد لك الحياة أيـها الأناني الأحمق !
التركيبة التي أعددتـها بنفسي لا يـنـفع فيـها
غسيل معـدة ؛ ولا حتى غسـيل الجسد كـله من الداخل ..
هاهي الأرملة السوداء قد عادت من المطبخ ..
بعد دقائـق ستـجهـز نفسها للإنـقـضاض
على زوجـها والفـتـك ِ به .. ولكن لم َ لا
فهو يستحـق الموت ... وأنا أستحق حبـيـبـتي سالي } ..