احذروا فخ التمويه الأوزبكي ..!!
مع تصاعد استعدادات العنابي لمباراة قص الشريط
تجارب المنتخب الأوزبكي الاخيرة لا تعكس حقيقة مستواه المتصاعد
متابعة - صفاء العبد :
ثلاثة ايام فقط هي كل ما بات يفصلنا اليوم عن ساعة الصفر التي ستشهد انطلاقة مسيرة العنابي في اخر مراحل رحلة البحث عن موطيء قدم بجنوب افريقيا حيث الحلم الكبير المتمثل بتسجيل اول حضور للكرة القطرية في اكبر محفل كروي وهو نهائيات كأس العالم المقررة عام 2010.
فعلي ملعب البطولات في نادي السد سيكون الوعد المنتظر الذي يجمع العنابي مع منتخب اوزبكستان السبت المقبل في اولي مباريات المجموعة الاولي للمرحلة الرابعة والحاسمة من التصفيات الاسيوية للمونديال .. وفي الحقيقة فان المباراة هذه ستكون بمثابة مفتاح الصراع في هذه المجموعة الصعبة التي يتفق الجميع علي انها الاصعب بين المجموعتين كونها تضم الي جانبيهما ثلاثة منتخبات اخري تشترك بطموحاتها الكبيرة في السعي لكسب احدي البطاقات الاسيوية الاربع المؤهلة مباشرة الي النهائيات وهي استراليا واليابان والبحرين ..
" العبور" وجاهزية العنابي ..
ومع ادراكنا لحجم الجهد الكبير الذي يبذله العنابي اليوم وهو يستعد لخوض غمار هذه الصفيات بدءا بمباراة السبت المقبل الا اننا في الواقع مازلنا نبحث عن المزيد من خطي التصاعد في استعداداته هذه بحثا عن الصورة التي ترفع من درجة الاطمئنان وتجعلنا اكثر وثوقا بامكانية العبور الي حيث الحلم المونديالي الكبير.
ولعل الاهم هنا هو ان يدرك لاعبونا مدي اهمية مباراتهم الاولي هذه علي طريق الحسم في هذه التصفيات .. فالفوز في اولي المباريات من شأنه ان يسهم الي حد كبير في تعزيز الروح المعنوية وفي تعميق الثقة بالنفس وبالتالي رفع وتيرة الحماس استعدادا للمواجهات التالية في هذه المجموعة ..
وفي تقديرنا ان قرعة هذه المرحلة من التصفيات كانت ، رغم صعوبتها ، قد خدمتنا كثيرا عندما جعلتنا نخوض المباراتين الاولي والثانية هنا علي ارضنا وبين جمهورنا .. وهذا ما يفرض علي لاعبينا ضرورة استثمار هذه الفرصة الثمينة التي يمكن ان تمنحنا ست نقاط في غاية الاهمية اذا ما عرفنا كيف نستغل عاملي الارض والجمهور وكيف نترجم امكاناتنا بالشكل الامثل..
نقول ذلك ونحن نسجل هنا حقيقة ما اصاب العنابي من تطور ملحوظ علي الصعيدين الفني والبدني في الاونة الاخيرة ، وهو ما تجسد تحديدا وبوضوح من خلال المباراة التجريبية الاخيرة التي خاضها امام المنتخب السعودي والتي قدم فيها عرضا طيبا يمكن ان يزرع في نفوسنا الكثير من الاطمئنان والثقة رغم انها كانت قد انتهت بخسارته بهدف لهدفين ..
افرازات تجربتنا الأخيرة ..
فاذا ما اتفقنا هنا علي ان النتيجة لاي مباراة تجريبية لا يمكن ان تكون هي الاهم فان المهم هو ان نجد المنتخب وقد اصبح اكثر قدرة علي ترجمة المفاهيم التدريبية التي يختارها مدربه وذلك ما كنا قد لمسناه بوضوح هذه المرة حيث نجح لاعبونا في تنفيذ الكثير من المفردات التي اختارها فوساتي رغم حرصه في ذات الوقت علي اضفاء شيء من التمويه للصورة التي بات عليها العنابي اليوم وهو حق مشروع له تجنبا للعيون الاوزبكية التي لابد وان تحرص اليوم علي مراقبة كل مفردات الاعداد هذه..
اما الذي يزيدنا اطمئنانا فهو ان العنابي ، بكل ما رافق تجربته هذه من مفردات التمويه تلك ، كان قد تمكن من مواجهة المنتخب السعودي بالكثير من القوة والندية ، بل كان في بعض الاحيان قد سجل تفوقا فنيا واضحا عليه رغم انه كان يلعب هناك علي ارض المنتخب الاخضر الذي سبق وان هزم المنتخب الاوزبكي بتلك الثلاثية في اخر مباريات مجموعتهما في المرحلة الثالثة من هذه التصفيات.
لا نقول ذلك بهدف التقليل من شأن المنتخب الاوزبكي وانما للتأكيد علي امكانية ان يكون للعنابي الصوت الاعلي في مباراة السبت المقبل ، ليس فقط لانها تقام علي ارضنا وبين جمهورنا وانما ايضا بسبب هذا التصاعد الملحوظ في قدرات لاعبينا وامكاناتهم الفنية والبدنية والمرشحة طبعا للمزيد من التصاعد خلال الايام الاخيرة من رحلة الاستعداد هذه لخوض غمار منافسات الحسم الاسيوية علي طريق المونديال..
المدرب الأوزبكي واثق من التأهل ..!
غير ان تأكيدنا هنا علي قدرة لاعبينا وحسن استعداداتهم لهذه المواجهة يجب ان لا ينسينا حقيقة ان المنتخب الاوزبكي يتمتع هو الاخر بالكثير من الخصال الفنية الجيدة التي يمكن ان يكون لها قولها المهم في مباراة السبت المقبل لا سيما وان هذا المنتخب كان قد اعلن علي لسان مدربه اكثر من مرة انه عازم علي ان كسب احدي البطاقات الاسيوية الاربع في هذه التصفيات وبالتالي تسجيل اول حضور له في نهائيات كأس العالم التي لم يسبق له ان وصل اليها من قبل..
وقد يكون مهما هنا ان ننتبه كثيرا لما يحدث من صراع التمويه او خلط الاوراق علي صعيد استعدادات منتخبات مجموعتنا لهذه التصفيات ومنها المنتخب الاوزبكي الذي كان قد خاض اكثر من تجربة في الايام الاخيرة انتهت احداها بخسارته امام منتخب عمان بهدفين دون رد في مسقط ثم انتهت اخري بتعادله السلبي في طشقند مع منتخب كوريا الشمالية الذي سبق وان خسر امام العنابي في تجربة مماثلة بهدف لهدفين ..
تلك هي الحقيقة ..!
اما عندما نشير هنا الي صراع التمويه فذلك لاننا نعرف جيدا حقيقة التصاعد الذي رافق الكرة الاوزبكية في الاونة الاخيرة وهو ما جعلنا نذهب الي ان المنتخب الاوزبكي يمكن ان يكون احد المرشحين للعب دور مهم علي صعيد الصراع في مجموعتنا الاولي هذه خصوصا وانه تمكن في السنوات الاخيرة من ان يستعيد الكثير من خطورته التي كان عليها يوم احرز ذهبية كرة القدم الاسيوية في اول مشاركة له علي صعيد هذه القارة عقب تفتت الاتحاد السوفيتي السابق ..
ومع ان السجل الاوزبكي يخلو من اي مشاركة علي صعيد نهائيات كأس العالم ، الا انه اليوم قد يحمل اماني كبيرة في امكانية التأهل لاول مرة لا سيما وانه كان قد نجح في تقديم صورة جيدة في المرحلة السابقة من هذه التصفيات والتي كان قد حل فيها بالمركز الثاني في مجموعته الرابعة وبفارق الاهداف فقط عن المنتخب السعودي ..
وربما يكون مهما جدا هنا ان نشير الي ان المنتخب الاوزبكي غالبا ما يراهن علي المباريات التي تقام علي ملعبه وبين جمهوره اذ بات معلوما ان الفوز عليه هناك غالبا ما يكون صعبا وهو ما تأكد خلال المرحلة السابقة من هذه التصفيات عندما تغلب علي المنتخب السعودي بثلاثة اهداف دون رد في طشقند لكنه عاد ليخسر امامه في الرياض بأربعة اهداف نظيفة في المباراة الاخيرة ولكن بعد ان كان قد ضمن تأهله الي مرحلة الحسم هذه ..
وقد لا نذهب بعيدا عندما نقول ان المنتخب الاوزبكي كان قد بدأ مسيرته التصاعدية منذ بطولة امم اسيا الاخيرة يوم سجل خلالها حضورا طيبا ومهما رغم انه خرج من الدور ربع النهائي فيها عندما خسر بصعوبة كبيرة وبهدف لهدفين امام السعودية ، لكنه كان قبل ذلك قد تمكن من الحاق الهزيمة بثلاثية نظيفة علي منتخب الصين بعد ان كان قد خسر قبلها امام ايران بهدف لهدفين رغم انه كان الافضل بكل المقاييس فيها..
فرصتنا هنا علي ملعبنا.
ومع كل ذلك ورغم تحذيرنا من هذا المنتخب نقول ان امام العنابي فرصة جيدة لاستثمار فرصة مواجهته هنا في الدوحة يوم السبت المقبل لاسيما وان لاعبينا كانوا قد اثبتوا حتي الان حسن استعداداتهم وتصاعد امكانياتهم وبالتالي حرصهم علي ان يقولوا كلمتهم في هذه التصفيات..
ان ما نؤكد عليه هنا هو ضرورة ان نتجنب الوقوع في " فخ " التمويه هذا وان نتعامل مع المنتخب الاوزبكي علي انه من بين المنتخبات القوية التي يتطلب مواجهتها الكثير من الجهد والكثير من الاستعداد وان نتمسك في مباراتنا معه بفرصة استثمار عامل الجو اضافة الي عاملي الارض والجمهور الي اقصي حد ممكن لانه في المقابل سيكون هناك في طشقند اكثر صعوبة بكل تأكيد يوم سيكون علينا مواجهته هناك ايابا في الثامن والعشرين من مارس المقبل.
الراية