حصدت كأس الأمم الإفريقية ست مرات
مصر.. لماذا تتفوق إفريقياً وتفشل عالميا؟!
منذ انطلاق بطولة كأس العالم للمرة الأولي عام 1930 لم يستطع المنتخب المصري الصعود لنهائيات البطولة إلا مرتين الأولي عام 1934 بإيطاليا وأيضا عام 1990 في نفس الدولة بالرغم من فوز المنتخب القومي المصري ببطولة كأس الأمم الإفريقية 6 مرات محققا رقما قياسيا وبالرغم من تفوق الأندية المصرية وحصدها العديد من البطولات الإفريقية فإن المنتخب المصري دائما ما يفشل في الصعود لبطولة كأس العالم.
وبدأ المنتخب القومي المصري مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم القادمة بجنوب افريقيا لتعيش الجماهير المصرية حالة من القلق وتضع يدها على قلبها خشية تكرار نفس السيناريو السابق وتصحو على الكابوس الذي لايتمناه أحد في مصر بخروج المنتخب من تلك التصفيات صفر اليدين. وفيما يلي نستعرض آراء بعض خبراء الكرة المصرية عن أسباب الخروج المتكرر والمبكر لمنتخب مصر ونضعها أمام الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب المصري: يقول الكابتن محمود بكر عضو مجلس اتحاد الكرة المصري إن الوصول الى العالمية يحتاج إلى مقومات كثيرة وأيضا إلى توفيق كبير ونحن في مصر نسوق كل شئ للمنتخب ومع ذلك لاترى مصر في المحافل الدولية. ويضيف بكر: الخبرة هي العامل الأساسي في ذلك فنحن نستطيع أن نحقق الفوز بكأس الأمم لأن لاعبي مصر يملكون الشجاعة والإصرار والجو العام لتلك البطولات يساعد اللاعب المصري ويظهر معدنه الحقيقي فعندما يوضع تحت ضغوط كبيرة فإنه يقدم أفضل ما لديه لكن في مباريات التصفيات يلعب على فترات طويلة ويتغير فيها تشكيل المنتخب عدة مرات وبالتالي فإن الإنسجام يكون بعيدا عن المنتخب في أغلب الأحيان أما في البطولات المجمعة فالتشكيل يكون ثابت تقريبا وبالتالي فإن المستوى يزيد من مباراة لأخرى ومن يريد التأكد من ذلك فلينظر إلى كأس الأمم الماضية التي قدم فيها المنتخب المصري مستوى عاليا وكان المنحنى في تصاعد مستمر والتشكيل كان ثابتا إلا في بعض المراكز. وأشار بكر إلى أن عدم احتراف لاعبينا في الخارج من الأسباب التي تؤدي الى ذلك الخروج المبكر فالمنتخبات الإفريقية التي تمتلك محترفين في الخارج هي التي تستطيع التأهل والتألق عالميا. وفي كأس العالم الماضية تأهلت غانا وأنجولا وكوت ديفوار وتوجو لأول مرة لأنها امتلكت المحترفين الذين يمتلكون طموح الظهور الدولي لتسويق أنفسهم ولديهم خبرة كيفية اقتناص النقاط الثلاث وهو ما يجعل تلك المنتخبات تتأهل إلى المحافل الدولية رغم أنها قد تكون ظهرت بمستوى ضعيف لكن النقاط الثلاث هي الهدف الذي تسعي إليه أما اللاعب المصري فكثيرا ما يؤدي بمظهر جمالي ويهتم بذلك كثيرا وبكل صراحة اللاعب المصري لم يكن يمتلك ثقافة الفوز أولا ثم الأداء ثانيا وهذا ما فعله الكابتن حسن شحاتة المدير الفني الحالي الذي أتوقع له الصعود بالمنتخب المصري إلى كأس العالم القادمة. ويوضح أنه بعد امتلاك اللاعب المصري لتلك الثقافة وبالإضافة الى روحه العالية التي تميزه عن باقي لاعبي القارة فإنني أقول إن هذه المرة هي أفضل الفرص للمنتخب المصري لبلوغ نهائيات كأس العالم بل والتألق هناك وهذا ما نتمناه كمصريين أولا وكاتحاد كرة ثانيا.
ثقافة الإحتراف ويتفق معه في الرأي الكابتن محمود أبورجيلة الخبير الكروي الذي أكد أن ظاهرة التفوق افريقيا أصبحت شيئا غير مقبول فمن الطبيعي أن من يتفوق في قارته يكون الممثل الأول لها على مستوى المحافل الدولية لكن ما يحدث في مصر شيء أعتبره من المتناقضات السائدة في العصر الحالي. ويضيف: أن السبب الوحيد في ذلك هو عدم احتراف لاعبي مصر في الخارج وهو مايضع الفرق المصرية والعربية جميعا في المقدمة أفريقيا وضع الفرق الافريقية السمراء في الوضع التالي بعد احتراف لاعبيها وقلة خبرة الحاليين، وفي مصر تجد من يحترف يجلس على دكة البدلاء ما عدا لاعبين أو ثلاثة وهو عدد قليل للصعود بمنتتخب إلى المصاف الأولي لكن على الجانب الآخر تجد الفرق الإفريقية متخمة بالنجوم الأساسيين في فرقهم الاوروبية والتي تكون دائما من أندية المقدمة بدولها وهذا يعطيهم خبرة كبيرة تأتي من كثرة المشاركات في شتي البطولات وهذا ما يعطيهم خبرة النفس الطويل الذي يفتقده اللاعب المصري، ويكشف عن أن هناك سلبية كبيرة تصيب اللاعبين في كل مرة حيث يبدأ اللاعبون التصفيات باستهتار واضح مما يتسبب في ضياع نقاط سهلة في البداية يندم عليها المنتخب المصري كثيرا في النهاية وهذا ما حدث في آخر تصفيات بعد أن انهزم المنتخب المصري هنا من كوت ديفوار التي استغلت الفرصة وصعدت لكأس العالم بأقدامنا ولهذا أتوجه للكابتن حسن شحاتة بكل التمنيات في أن يحالفه التوفيق وأن يتلافي تلك السلبيات التي ذكرها الخبراء حتي يستطيع أن يحقق حلم الشعب المصري الكبير . روح الإصرار يؤكد الكابتن حسن الشاذلي الخبير الكروي أن ما كان يحدث في التصفيات في المرات السابقة قد تغير تماما فنحن الآن نمتلك فريقا جيدا هو الأقوى داخل افريقيا مزيجا بين المحترفين والمحليين وهو قادر على الصعود هذه المرة ولا أعتقد ان المنتخب الذي هزم فرقا بحجم الكاميرون وكوت ديفوار وغيرها من المنتخبات القوية أكثر من مرة خلال بطولتين للأمم الإفريقية غير قادر على التأهل لكأس العالم. ويشير إلى أن هناك مميزات اكتسبها اللاعبون في البطولتين الماضيتين هي الانسجام الكبير بين اللاعبين بعد أن خاضوا منافسات البطولتين والتصفيات المؤهلة بتشكيلة ثابتة تقريبا وهو ما كان يفتقده المنتخب من قبل بعد أن كنا نشاهد في كل عامين أو أقل مدربا جديدا للمنتخب المصري وهو ما كان يسبب تذبذبا في المستوى العام وأيضا هناك ضعف القيادة الفنية في كثير من الاحيان وكان آخرها كأس العالم الماضية التي قاد فيها المنتخب المدرب الإيطالي تارديللي والذي أفسد علينا أمل الصعود بعد أن كان المنتخب المصري هو الأقوى والأقرب للتأهل لكنه يؤكد أن هذه المرة أثبت الكابتن حسن شحاتة جدارته الفنية بعد أن حصد كأس الأمم مرتين متتاليتين واستطاع أن يفوز على منتخبات كنا نخشاها قبل أن نلعب معها وهذا بالطبع قد زرع روح الإصرار وأزال الرهبة من الفرق الكبيرة التي كان بسببها يخسر المنتخب كثيرا من النقاط المهمة في مشوار الصعود في العديد من المرات.