قرار لجنة المحترفين بين «الصدمة» و«الأمر الواقع»..!

تحقيق ـ محمد الجزار

رغم ان قرار لجنة اللاعبين المحترفين بعدم تحملها لاي تكاليف او اعباء مالية لمصلحة اي ناد يريد تغيير اي محترف من محترفيه خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير المقبل ليس جديدا او مستحدثا على لوائح وقوانين الكرة القطرية ولكنه قديم وكل الاندية على دراية كاملة به،وهناك من سيبقى ومن سيرحل الا ان التعميم الذي اصدرته اللجنة امس الاول وارسلته الي جميع اندية دوري المحترفين العشرة جاء بمثابة الصدمة والصاعقة على بعض الاندية صاحبة الامكانات المادية الضعيفة والتي كانت تمنى النفس بالتغيير في يناير على حساب اللجنة لضيق ذات اليد، وفي الوقت الذي كان فيه القرار على الجانب الآخر بمثابة الامر الواقع لبعض الاندية الاخرى التي جهزت نفسها لاستمرار الوضع كما هو عليه او التغيير اذا ارادت على نفقتها الخاصة فرضت التساؤلات وعلامات الاستفهام نفسها بوضوح حول الثنائي عثمان العساس نجم الغرافة والسفاح العراقي يونس محمود نجم هجوم العربي الجديد وموقفهما القانوني من التسجيل في قائمة فريقيهما وهل تحملت لجنة اللاعبين المحترفين تكاليف التعاقد معهما ام تم تطبيق اللوائح والقوانين بحذافيرها وتكلفت ادارة الناديين التكاليف كاملة؟ اجابة هذا التساؤل الذي بالتأكيد دار في اذهان البعض وردود الفعل التي حملها هذا التعميم الذي افاق الكثيرين يرصدهاالوطن الرياضي كاملة في السطور القادمة:

في الوقت الذي اقترب فيه موعد فترة الانتقالات الشتوية السنوية المقررة في يناير المقبل ولمدة شهر كامل جاء الحديث حول التغييرات المتوقعة واستعدادات الاندية لتصحيح مسارها وتعديل اوضاعها بالتفكير في تغيير بعض المحترفين واستبدالهم في يناير وفقا للوائح «الفيفا» ومع كثرة الكلام وانتشار الاسماء في ظل نشاط وكلاء اللاعبين والسماسرة رأت لجنة اللاعبين المحترفين ضرورة تذكير الاندية باللوائح فقامت اللجنة بإرسال التعميم للأندية والذي يفيد بالتأكيد على أن اللجنة لن تتحمل أي تكاليف أو أعباء مالية هذا الموسم لأي ناد يريد تغيير أحد محترفيه أو حتى مدربه للموسم الجاري بل ودعت اللجنة الاندية الى تحمل التكاليف المالية اذا ارادت التغيير وذكرت اللجنة خلال التعميم أن اللاعبين المحترفين الذين يتعرضون للاصابة لن تتحمل اللجنة تكاليف فسخ عقودهم بل دعت الى خضوع المحترفين المصابين للعلاج بالدوحة وعدم السماح لهم بالسفر الى بلادهم من منطلق ان الاندية هي المسؤولة عن اختياراتها وتعاقداتها منذ بداية الموسم.

عودة العساس

في البداية كان لابد لنا أن نتأكد أولا من موقف البند الذي ذكرت فيه اللجنة بتحمل الاندية تكاليف فسخ عقود المصابين والتعاقد مع بدلاء لهم.

وكان المثال الواضح وضوح الشمس موقف اللاعب المغربي عثمان العساس الذي تم استبداله بمواطنه اسامة سويدي الذي قامت إدارة النادي بالتعاقد معه لمدة 6 أشهر بعد اصابة العساس وتحدث محمود الغزال نائب رئيس جهاز الكرة بالغرافة عن هذا الموضوع فقال: بالنسبة للاعب المصاب فاللائحة معروفة وواضحة لجميع الأندية وبالنسبة لعثمان عندما اصيب وقمنا بتغييره تحملنا عقد اسامة سويدي كاملا ولانزال نتحمله حتى ينتهي عقده في يناير القادم مشيرا الى أننا لم نتحدث في هذا الموضوع او نعرضه على اللجنة من الاساس لأننا نعرف اللوائح جيدا وملتزمون بها تماما.

وعن القرار أكد أن الاندية تريد كل شيء لصالحها لكن الواقع واضح فالنادي هو الذي يختار اللاعبين وهو الذي يتحمل المسؤولية، وعموما الجميع تحت مظلة اللوائح والقوانين وعلينا أن نلتزم بها جميعا.

انتقال يونس

وبنفس طريقة العساس كان انتقال يونس محمود للعربي وقيده في القائمة بدلا من لوا لوا المصاب وأكد ناصر الهتمي أمين السر العام بالنادي أن الإدارة تحملت تكاليف التعاقد مع يونس ولم تتحمل اللجنة أي شيء وفقا للوائح وكانت جميع الاتفاقات بين إدارتي العربي والغربي ونحن نعلم جيدا أن هذا نظام ولائحة في اللجنة نحترمها جيدا ونطبقها.

مضيفا أن القرار قديم والجميع على دراية تامة به لكن التعميم كان للتذكير من دون شك واللوائح والقوانين لا يمكن لأحد أن يغضب منها فالالتزام بها واجب وضروري ومن دون شك تصب في النهاية في مصلحة الأندية والرياضة القطرية.

الوكرة والموقف الصعب

بالتأكيد لم يذق أحد مرارة هذا التعميم بقدر نادي الوكرة الذي يعاني من ضعف الإمكانات المادية ومع رغبته الأكيدة في تغيير مدافعه الهولندي هيل والتعاقد مع مهاجم بديل فالموقف صعب ويمثل عبئا كبيرا على الإدارة.

سألنا الشيخ ناصر بن حسن آل ثاني رئيس جهاز الكرة عن موقف ناديه فرد بحكمة واضحة قائلا: لجنة المحترفين تعلم جيدا شؤون كل ناد واحتياجاته وكل شيء عن محترفيه وهي الداعم الأقوى للأندية ونحن نلتزم بقراراتها ورؤيتها كاملة ولكن ما نتمناه فقط أن ينظروا في اللجنة لنا ولبعض الأندية الأخرى بعين الاعتبار خاصة أننا في أمس الحاجة للتغيير واللجنة أدرى بظروفنا المالية فإذا تحملنا هذه التكاليف فستكون عبئا ماديا زائدا علينا ويكفينا فقط عبء اللاعبين الخليجيين.

وفي النهاية القرار قرارهم ولكن عليهم أن يعلموا أنه لا يوجد لدينا دخل أو رعاة ولا مصادر أخرى لذلك فما لنا إلا الله ثم لجنة المحترفين و«نبي» فقط وقفتهم بجــــــــوارنا لأننا نجتهد ونعمل بكل ما لدينا من أجل مصلحة الكرة القطرية في النهاية.

التزام نسور السيلية

على الجانب الآخر وبسؤاله عن تعليقه حول هذا القرار قال عبد الله صقر أمين السر العام بنادي السيلية: نعرف هذا القرار وان هناك تنسيقا بين إدارة النادي وعلي النعيمي ونحن ملتزمون تماما بقرار اللجنة ونحترمه كثيرا ما دام في مصلحة الجميع.

وأشار صقر الى ان كل نادٍ يرغب في الأفضل بالتعاقد مع لاعبين على مستوى عال لتحقيق نتائج طيبة ومركز جيد في جدول الترتيب لكن يحدث أحيانا سوء توفيق يجبر الأندية على التغيير والدفاع عن مصالحها حتى ولو على حسابها الخاص ومثلما يقول المثل الشعبي «مجبر أخاك لا بطل». وعموما إذا حدث تغيير في صفوفنا فسنلتزم باللوائح وسنتحمل كل التكاليف.

قرار يقضي على العشوائية

أما عبد الله الملا أمين السر العام بنادي قطر فأكد ان ناديه مع القرار قلبا وقالبا ومع تعميمه أيضا لأنه يصب في مصلحة الأندية والرياضة القطرية عموما. وأوضح ان عدم تحمل اللجنة لهذه التكاليف من ورائه هدف معين بعدم شرع الأندية في التغيير العشوائي الذي يكون لأسباب واضحة وغير واضحة مثل ادعاء لاعب الإصابة أحيانا أو عدم رغبة لاعب في الاستمرار وأشياء من هذا القبيل.

وقال الملا: نطالب على الأقل أن يتم وضع معايير وضوابط لهذه التغييرات العشوائية بما يصب في مصلحة اللاعب والنادي واللجنة التي تمثل الدولة واللجنة الأولمبية.

واختتم تصريحاته بالقول إن اللجنة لم تقصر وتؤدي دورها بالكامل ولابد ان تكون لدينا قناعة داخل الأندية باستغلال مثل هذه القرارات لتصحيح اخطائنا والسير في الاتجاه الصحيح.

الحفاظ على المال العام

ويرى خميس مبارك المهندي المتحدث الرسمي لنادي الخور انه يتفق مع اللجنة الأولمبية في تعميم هذه الخطوط واستمرارها لأنها تحافظ على المال العام وحتى يكون هناك رادع للأندية بأن تكون اختياراتها دقيقة. وقال المهندي الخور ملتزم بالقرار وإذا فكرنا في استبدال لاعبين فنحن مستعدون لتحمل النفقات لأننا نؤيد القرار لأنه صائب 100% وعلى الأندية صاحبة الامكانيات المادية الضعيفة ان تحصن نفسها بالاختيار الدقيق للمحترفين. وأضاف اعتقد ان اللجنة وضعت النقاط فوق الحروف بخصوص هذه المسألة بعدما كثر الكلام حول التغيير. ويرى المهندي ان القرار سلاح ذو حدين من وجهة نظره فاللاعب عندما يعرف ان الادارة لن تستغني عنه قد يسترخي في بعض المباريات و لا يواصل اجتهاده وعلى الجانب الآخر قد تكون فرصة للاعب آخر لينسجم أكثر ويقدم أوراق اعتماده دون ان يحدث استغناء مفاجئ وسريع عن خدماته.